Tuesday 7 September 2010

SUBJEK MENDENGAR DALAM B.A

وحُسن الاستماع.
أيَّها الإخوة المسلمون، بِناءُ العلاقات مِفتاحُ النجَاح، وحُسن الإنصاتِ وأدَبُ الاستماع مِن

أعظَمِ ما يَبني العلاقاتِ ويرسُم طريقَ النجاح. كم هو جميل أن يفهَمَ الرَّاغبُ في الحقِّ

والجادُّ في البناء وجمعِ الكلمة أنَّ الحُجَّةَ وحدها ليسَت كافيةً لإيصال الحق وإقناع الناس؛

بل لا بدَّ أن ينضَمَّ إلى ذلك حُسنُ الخُلق واللِّينُ والقدوة الحسنة، فالعقلُ والمنطِق بمفرَدِه

شيء جافٌّ جافٍ وإن كان حقًّا، {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل

عمران: 159].
ومِن أحسن هذه الأخلاق التي تُرطِّب جَفَافَ الحقِّ وقَسوةَ المنطق - الاستماعُ الفعال

والإنصاتُ الثاقب. الإنصاتُ الحَسن والاستماع المؤدَّب، احترامٌ وتقدير، وامتِصاص

لانفعالات الغضب، وتجنُّب لمواطِنِ الخَطأ، وسبيلٌ مستقيم لاتِّخاذِ القَرار السَّديد والرَّأي

الرشيد. حُسنُ الاستِماع يُرسِّخ الثِّقَةَ في النَّفسِ، ويَردُم الجَفوَة، ويسُدُّ الهوَّة، ويخفِّف وَطأةَ

الخِلاف، ويفتح المجالَ واسعًا للتفاهم والحوار البنَّاء. المرءُ لا يصافِح الناسَ وكفُّه

مقبوضةٌ، فكذلك لا يفهم الناسَ ولا يفهمونه وأذُنُه مغلَقَة مقفولة. ليس أسهلَ مجهودًا ولا

أَفعَل تأثيرًا في تملُّكِ القلوب مِنَ الإنصات.

السلام عليكم ورحمة لله وبركاتة

نظراً لحاجتنا الي المعرفة وحب الاطلاع احببت ان اشارككم هذا الموضوع الحيوي والمفيد

واللذي يدور حول النقد والناقد لكي لايتبس علينا الامر ونعرف متى يكون النقد صحيحاً وحرصت ان يكون كلامي

موثقاً من الكتب لكي لايكون فيه لبس او شبهه وحرصت في هذه المشاركة ان تكون للقارىء البسيط والقارىء المثقف

تمهيدٌ في النَّقد

نقدُ الكلام في اللغة؛ معرفةُ جيّده من رديئه، وذكر محاسنه أو عيوبه؛ سواء كان شعراً أو نثراً، وله أصولٌ معتبرة طالما تحدَّث عنها المتقدّمون والمتأخرون في كُتبهم ورسائلهم، ومقالاتهم؛ وقد قسَّموه أنواعاً؛ فمنها ما يرجع إلى المعاني، ومنها ما يتعلق بالصّور الذهنيّة، والخيالات الشعريّة، ومنها ما يعود إلى الأوزان والمقاطع، ومنها ما يعود إلى ائتلاف بعض ذلك ببعض؛ وإذا كان المتقدّمون قد أبدعوا وأجادوا في نقد الألفاظ وتعلّقها بمعانيها، والأوزان، والقوافي، والقوافي والأسجاع، وائتلاف بعضها ببعض، وألفوا في ذلك الكتب المطوّلة والموجزة حَسَب معارفهم وقُدراتهم اللّغوية والبيانيَّة؛ فإنَّ المتأخرين قد تفنَّنوا، وتوسَّعوا في نقد الصور الذهنيَّة والدوافع الوجدانيَّة، ونقدوا النثر الفنيّ، والشِّعْر على مختلف أشكاله كفنّ من الفنون الجميلة.

وما كلّ ذِي ملَكَةٍ بيانيَّة يستطيع أنْ يكون «ناقداً» ولا سيَّما إذا كان المنقود «شعراً»؛ فهناك شروطٌ لا بدّ من توفّرها في «ناقدِ الشعر» وبحسبِ قوّتِها، أَو ضعفِها فيه تكونُ قوة «النقد» وضعفِه؛ «فالناقد» يجب أَنْ يكونَ واسعَ الاطّلاع، قويّ العارضة، ثاقب الذهن، بصيراً بأساليب البيان، فيلسوفاً شاعراً، مُتَبحّراً في علوم اللغة وآدابها؛ فإن عَرِيَ عن بعضِ هذه الشروط جاء نقدُهُ –إنْ تجرَّأ على النَّقد- وليسَ إلاّ موضوعاً إنشائياً؛ استوحاه من قصيدة شاعر، أو أدارَهُ على مقالة كاتب؛ واقفاً هنا وقفة استحسان، وهناك وقفة استهجان؛ مقتنعاً بالحديثِ عن الأشكال الظاهرة غير متعمّق إلى ما وراءها من صورٍ ذهنيَّة، ودوافع وجدانيَّة وملابسات نفسيَّة؛ كان لها أعظم الأثر في إبداع شعر الشاعر أو مقالة الكاتب البياني وما أبرع وأحكم الذي اشترط في «ناقد الشعر» أن يكون شاعراً؛ لأنَّ خوالج نفس «الشاعر» أكبر من أن تحدّها الكلمات؛ وإنَّه ليحسَّ بها في «ساعاته الشعريَّة» كغَشْيَةِ الوحي، وقد ركدت بشريَّتُه، وتحوَّل روحاً يطير في سماوات رائعة؛ وهنا الفرق بين القوي والضعيف؛ والمحلّق والعاثر، وبين مَنْ يجيد التعبير عن بعض تلك المعاني بِحَسَبِ ثَرْوَتِهِ اللّغويَّة؛ وبين مَنْ يتلَعْثَمُ ويقِفُ دون ما يرده الفن والجمال الشعري؛ لأنه محدود القدرة لغةً، واطّلاعاً، وذوقاً.... فإذا كان «ناقد الشّعر» شاعراً واسعَ الاطّلاع، مُتمكِّناً من آداب لغتِه، قويّ النَّفس، استطاع أن يتصوَّر الجوَّ الخاص الذي أحاطَ بالشاعر المنقود، وتمثَّل تلك «الغشية» السَّماويَّة، وعرض له ما عرض لصاحبه من قبله، وبذلك يَفْهَم تفوّقَه من قُصورِهِ، وقُوَّتَه من ضعْفِه، وكيف عثر، ومِنْ أينَ أدركه الضعف؟ وما الذي كان عليه أن يقول؟
فيأتي نقدُه محكماً.

وإذنْ؛ فمن أراد أن يَنقُدَ شعر شاعرٍ؛ فعليه أن يبحث أوَّلاً عن موهبة الشَّاعر فيتناول نفْسَهُ وطَبيعته الشاعرة ونصيبَه أو حظَّه منها؛ ثم يتكلَّم عن فنّه البياني، وما يتعلَّق بالألفاظ وعيوبها ومحاسِنِها، والسَّبك والأسلوب، وجودة التعبير أو رداءته.

ويقولُ الأستاذ مصطفى صادق الرافعي:

«ولا يُرادُ مِنَ النَّقدِ أن يكونَ الشاعر وشعره مادةَ إنشآء، بل مادة حساب مقدَّر بحقائق معيّنة لا بدَّ منها؛ فَنَقدُ الشِّعر هو في الحقيقة علمُ حساب الشعر، وقواعده الأربع التي تقابل الجمعَ، والطرح والضَّربَ، والقِسْمَةَ؛ هي الاطّلاع، والذَّوق، والخيالُ، والقريحة الملهمة».

وبالنَّقْدِ الصَّحيح يَسْمو الأدب، ولقَد كانَ مِن الأسباب التي سمَتْ بالشعر في العصر العبَّاسي الأوّل، ودَفعت أربابَه إلى الإتقان والإجادة؛ كثرةُ النقَّد؛ ومحاسبتهم للشّعرآء، ووقوفهم لهم بالمرصاد، فما كان الشاعرُ يرْسِل شِعْره إلاّ وهو يحسب حساب «الناقد» الخبير ببلاغة الكلام، وأساليب الفصاحة، ويُفكّر فيما عسى أن يقول فيه من مَدْح أو قدح؛ فإذا ما اتَّجَهْنَا هَذا الاتّجاه على طريقٍ مُسْتَقيم فسنحفظ نهضتَنَا الأدبيَّة من التَّعثُّر، ونصقلُ الأفكار والألسنة والأقلام بصقال الإجادة، والتهذيب، والتنقيح.

ومن أهمّ شروط «الناقد» النّزاهة، والإنصاف؛ فإذا كان «الشاعر» يُمثِّل «العاطفة المتكلِّمة»؛ فإنَّ «الناقد» يُثل «العقل المميّز»، وإذا كانت «العواطف» والرغبات تنْدفع مَعَ ما يسرُّ ويُؤلم، وإن تعصَّبتْ وكابَرَتْ؛ فإنَّ «العَقْلَ» لا يَجْهَر إلاَّ بما يراه حقًّا، والحق والإنصاف هما جوهرُ وجودِه... فإن تعصَّب مُكابراً... وتعنَّت مُتَعَسِّفاً؛ فقد ذلَّ للهوى؛ ولم يِعُد «عقلا».!

لا مجاملة في «النقد» ولا مجازفة، ولا تحامُل، ولا تهريج. لأنَّه «ميزان» يرجحُ بالوزن لأنَّه راجحٌ في نفسه، ويطيحُ بالهبآء لأنَّه هبآء في حقيقتِهِ؛ وكل من ماورآء ذلك من بيان مُزَوّق، وقولٍ منمَّق، فإنَّما هو إرضآءٌ لِرَغْبَةِ الفَنّ، وإشباعٌ لِشَهْوة البيان.

وبعد هذا نقولُ ما قاله «الرافعي» أيضاً:

«إذا كانَ من نَقْدِ الشِّعر عِلمٌ؛ فهو علمُ تشْريحِ الأَفكَار، وإذا كان منهُ فنٌّ؛ فهو فنُّ درسِ العاطفة؛ وإذا كانَ مِنهُ صِناعة؛ فَهو صِنَاعة إظهار "الجَمَال البياني في اللّغة"» اه. وما أعجب وأدقّ هذا الكلام.

* * * *

المصدر/ كتاب (مع الشعر المعاصر) "نقدٌ وتاريخ".


النقد كغيره من العلوم النظرية .. لا تعريف محدد له و إختلفت مفاهيمه لدى الكتاب والادباء .. لذا سنأخذ هنا مثالين فقط من الكتاب أحدهم عربي و الآخر فرنسي كممثلين للأدب العربي و الغربي ...
ووقع أيضا إختياري عليهم من بين أكثر من كاتب او ناقد لانهم مختلفين من حيث وجه نظرهم حيث الأول اكثر تشددا في النقد .. والأخير اكثر موضوعية.

رغم ان وجهه نظرهم لا تعتبر بالضروره وجه نظر الكثير من ادباء و عصرهم سأكتب تعريفاتهم للنقد و نظرتهم له .. و السلبيات ثم أطرح تعريف النقد بصوره عامه و في النهايه سأفرد تعريفي الخاص ووجه نظري المتواضع لعلم النقد او فن النقد الأدبي ..

أولا تعريف النقد بالنسبة للدكتور طه حسين ..

النقد عنده هو منهج فلسفي لابد أن يتجرد الناقد من كل شيء و أن يستقبل النص المطلوب نقده و هو خالي الذهن مما سمعه عن هذا النص من قبل ..
و أن يخلي نفسه من القومية و من الديانة و من انحيازه إلى لغة معينه أو طائفة معينه في نظر طه حسين النقد عبارة عن دراسة بحثيه للنص ...
أي يبحث عن الفنيات ثم اللغويات و الخ ..

و بهذه لطريقة أصبح الدكتور طه حسين يقلل من معظم الأعمال التي قرأها في تحليلاته و نقده و أوضح مثال لذلك ما قاله عن الشعر الجاهلي في كتابه المفيد حقا (في الشعر الجاهلي)

حيث انه قال " أني شككت في قيمة الشعر الجاهلي وألححت في الشك ، أو قل ألح عليّ الشك ، فأخذت أبحث أفكر وأقرأ وأتدبر ، حتى انتهى بي هذا كله إلى شيء إلا يكن يقينا فهو قريب من اليقين . ذلك أن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء " .

وأتبعه قائلا معقبا موضحا نظرته " ولا أضعف عن أن أعلن إليك وإلى غيرك من القراء أن ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس أو طرفة أو ابن كلثوم أو عنترة ليس من هؤلاء الناس في شيء ؛ وإنما هو انتحال الرواة أو اختلاق الأعراب أو صنعة النحاة أو تكلف القصاص أو اختراع المفسرين والمحدثين والمتكلمين ".


قد يكون كلامه صحيح .. لكنه الوحيد الذي أعلن هذه المعلومات ربما لأنه اندمج في تحليلاته للنصوص و بحثه بين الكلمات أكثر!
وإذا تعمقنا أكثر عن هذا سندخل في مناهج النقد وأنواعه، مما يجعلني أتوقف عند هذه النقطة مؤقتا ..!

وفي رأيي المتواضع أن النقد البحثي لهو أصعب أنواع النقد حيث انه يبحث حتى فيما بين الكلم لكنه يصيب المنقود أو الشيء المراد نقده بالتفككية و يصيب النص بنوع من فقدان الجمال .. فكيف نرضى أن نشرب جزيئان من الهيدروجين و جزء من الأوكسجين .. نحن نشرب الماء .. لانه ماء


ثانيا النقد بالنسبة ل رولان بارت ...

رولان بارت من أشهر الناقدين الفرنسيين و كعادة الغربيون عندما يشرحون شيئا فهو قال عن النقد جملة واحدة في مقاله " ما هو النقد ؟ "
ثم بدأ في شرح ما بين الكلمات في هذه الجملة ..
فقد قال مبسطا للغاية نظرته للنقد .

" النقد هو خطاب حول خطاب .. أو هو لغة واصفة ! "

ثم أوضح في ظل هذا التعريف أن النقد قائم على علاقتين:

1 - علاقة الناقد بلغة الكاتب

2 - و علاقة الكاتب بالعالم

و هو على غير ما اعتقده الدكتور طه حسين حيث انه الأخير قال إن من شروط الناقد أن يكون معتزلا عن حوله و أن يكون ذهنه خاليا متفرغا للنص من كل شيء!

ثم بدأ في رحله إلى فتره النقد الكلاسيكية في الزمن الكلاسيكي أعوام 1800 و فيما بعدها و قال عن النقد وقتها انه يستند إلى ثلاث قواعد

الموضوعية – و الذوق – و الوضوح

فلنبتعد عن الغور في مفاهيم النقد الأساسية لان هنا دراسة تمهيديه أي إنها ليست دراسة كاملة ... لذا سأرحمكم من ثرثرتي و سآخذكم الى المفيد لنا في تعريفات النقد ...

ثالثا معنى النقد عاما:

في اللغة نفسها كان معنى النقد هو : بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في شئ من الأشياء بعد فحصه ودراسته حيث ما هو مذكور في المعجم الوجيز

ملحوظه : ذكر ايضا تاريخ كلمه النقد الادبي و أصل الكلمه .. الخ !

أما في الأدب معناه النقد : دراسة النصوص الأدبية في الأدب ، وذلك بالكشف عما في هذه النصوص من جوانب الجمال فنتبعها ، وما قد يوجد من عيوب فنتجنب الوقوع فيها

بصفه عامه و باختصار النقد هو نقد الكلام و معرفة الجيد منه عن الرديء و يذكر محاسن الكلم و عيوبه سواء كان شعرا أو نثرا

رابعا النقد بصفة علمية:

النقد الأدبي هو علم وصفي يتضمن أصول و قواعد نقدية تطبق على النص الأدبي عند تقويمه ( أي المراجعة ) بعد تحليل النص و تفسيره ثم ينتج الحكم سواء كان جيدا أو رديئا ..!

و علم يجمع بين الذاتية و الموضوعية .. ذاتيه رأي الكاتب و نظرته للنص و موضوعيته في إبداء آراءه بكل صدق و أمانه نقل .

خامسا: النقد بصفة شخصية:

في وجه نظري النقد هو النظر للموضوع بطريقة كاتبه .. فإختلاف شرح (على سبيل المثال) غروب الشمس تختلف من كاتب لآخر و يكتبه كل كاتب على طريقه تعلمه ومدرسته المنتمى إليها .. و أيضا طريقه حياته او حتى تختلف بطريقه جو القصه او الخاطره ..

النقد هو مرآة تعكس وجه نظر الكاتب بطريقه أكثر علميه .. نستطيع بكل بساطه ان ننقد من وجه نظرنا ... لكن نظرنا من خلال نافذه كلمات الكاتب


سادسًا: الخلاصة:

النقد هو معرفه الرديء من الكلم في النص الأدبي و محاولة تصحيحة بطريقة حيادية ومعرفه الجيد في الكلم ومحاوله تظهيره بطريقه موضوعية.

اتمنى ان اكون قد تحدث بما فيه الكفايه في تعريف النقد

وتقبلو تحياتي

Thursday 4 March 2010

SUBJEK AL-TAWHID

الدين والعقل

هل يخاطب الدين والعقل؟ وهل يستغنى بالعقل عن الدين؟
إن الدين الإسلامى جاء يخاطب الإنسان باعتباره صاحب عقل وذا بصيره تفكر وتعى القضايا الدينية وتفهمها.
            وما أكثر الآيات القرآنية التى أثنت على الانسان صاحب العقل الرصين واللب السليم اقرأ إن شئت قول الله تعالى (( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب . الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار))
            وكم خاطب المولى عزوجل الانسان لكونه عاقلا وقال (وما يعقلها إلا العالمون). وما أعظم الثناء والمدح لأصحاب العقول المفكرة والمتأملة والمتدبرة في آيات الله في هذا الكون كله من أرضه وسمائه وإنسه وجنه وسائر مخلوقاته.
            فقال الله تعالى : (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)) إلى أن قال : ((ومن آياته بربكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)).
            كما أثنى على الناس الذين يستعملون عقولهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ويتأملون في صنعه العجيب ليصلوا إلى معرفته ويعرفوا عظمته في خلقه. (( بديع السموات والأرض)) ، (( صنع الله الذى اتقن كل شيء)).
            فإنه يذم ويمقت كل الذين لا يستعملون عقولهم ، بل يجعلهم في مرتبة أدنى من رتبة الحيوانات ذوات الأربع . إقرأ إنشئت قول الله تعالى : (( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك الغافلون)).
            حدود العقل ومجاله: إذا كانت الحواس تقوم بإدراك المحوسات من الأشياء الجزئية وتعطى عتها مدركات جزئية متفرقة متجزأة لا يجمعها قانون ولاتدخل تحت قاعدة : فإن العقل يقوم بتجميع هذه المحسوات المتفرقة ويعطيها معنى واحدا يطلك عليها . وأول من قال بهذه الوظيفة للعقل من الفلاسفة للقدماء هو ((سقراط)) الفيلسوف اليوناني القديم وتبعه أفلاطون وأرسطو في أن العقل هو الذي يدرك المعانى الكلية للأشياء ويولد من المحسونات المفاهيم العامة لها.
            والإسلام يسلم بأن وظيفة الحواس هي المدركات الحسية، وأن وظيفة العقل المدركات المعنوية أو المفاهيم الكلية لحقائق الأشياء.       ولذلك نجد أن الإسلام يعمل على تنمية  العقل وطاقاته لكى يقوم بوظيفته وهي استخراج المفاهيم والمعانى الكلية من الأشياء الحسبة.إلا أن الإسلام جعل دائرة العقل لا تتخطى المفاهيم الكلية لظواهر الطبيعة وعتاصرها.كما أنه يدرك بعض الحقائق الدينية في هذا الوجود بلاتفصيل وإنما يدرك هذه الأمور إدراكا بالأوصاف لها لا إدراك كنهها وجوهرها وهقائقها.
            هذا هو مجال العقل ووظيفته في الحياة وفي مظاهرها الوجودية.
            ولكن العقل رغم ما وصل إليه من إدراك ورغم تقدير الدين له ورغم إدراكه لبعض الحقائق الدينية العليا، فإنه ليعجز كل العجز عن إدراك بعض التفريقات والتفصيلات التى جاء بها كما أنه لا يستطيع أن يدرك شيأ من الأمور السمعية أى التى آمنا بها عن طريق السماع وهي المتعلقة بالحياة الأخرى . أو هى الأمور الغيبية التي غابت عن حواسنا وعن عقولنا وعن المشاهدة والواقع، وهى التى يسمسها الفلاسفة ما وراء الطبعيعة أو الميتافيزيقيا، أو ما تسمى (( بعلم الموجود حقا )) وسماها الفيلسوف (( بكل )) فس كتابه (( المدينة في انجلترا )) بعلم ما بعد الطبيعة ، وقال (( إن كل باحث في علم ما بعد الطبيعة إنما يبحث أعمال عقله. ولم يكن من وراء ذلك البحث  استكشلف في أى فرع من فروع العلم)).
            وبحث  ((الفيلسوف)) إدورد هرتمان)) في مسائل هذا العلم ، وسماهل (( ما لا يحس )) . وكان (( كانت )) يقول  (( إن عقل الإنسان مركب تركيبا يؤسف له ، فإنه مع شغفه بالبحث في مسائل لا تدركها حواسنا ، لم يستطيع أن يكتشف معمياتها
)).
            وكانت الحكمة المأثورة عند قدماء المصربين فيما يختص بما وراء الطبيعة قولهم : (( محال على من يغنى أن يزيل النقاب الذى تنقب به من لا يغنى )).
            ويقول الدكتور أحمد أمين : (( إن العقل البشري بذل جهده في رفع النقاب  ، وحاول معرفة هذا السر المحتجب بحمية وغيره ، ولكن بلا فائدة )).
            وهذه المغيبات التى لم يكشف عنها العقل الإنسانى منذ المهد إلى وقتنا هذا فيها مشكلات يحاول العقل حل ألغازها والوصول إلى أسرارها ولكن من أين له ذلك الطريق ؟ وإن شيأ من لا شئ لا يتصروه العقل ، بل إنه يحكم باستحالته..
            أم خلقه من مادة كلنت موجودة ؟ فإذن المادة قدمية ، قدم الله نفسه ، وهناك اذن : قديمان : الله والمادة ، والله لا نهائى الذات ومقتضى هذا أن لا يخرج عن ذاته مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ، إنه الأول والآخر والظاهر والباطن ، وهو على كل شئ قدير )).
            ويخاطب (( شلى )) الله – سبحانه وتعال – فيقول : (( إن أصفر ورقة من أوراق الأشجار التى يلاعبها النسيم ليست إلا بضعة منك (أى جزء من أجزائك )..كلا ، ولا أحقر دورة تسكن القبور وتثمن من لحوم الموتى أقل مشاركة لك في حياتك السرمدية )).
            ويقول : (( إن هذا الروح التى توجد في كل المكان ، بها يحيى كل موجود وهى هو )).
أحق هذا ؟ أم أن ذات الله لا تتضمن أرضا ولا سماء ، ولا برا ، ولا بحرا ، فهى أذن محدودة لأنها ما عدا هذا الكون.
            ثم أن الله تعالى . هل يوجد في مكان معين أم لا يوجد في مكان ؟..وإذا كان الله عالما : أهو عالم بما كان على أنه كان ؟ وبما سيكون على أنه سيكون؟ وبما هو كائن ؟ أم أنه عالم بما كان وبما هو كائن على أنه سيكون؟ أم أنه عالم بما هو كائن وبما سيكون على أنه كان؟
            هل يسيطر الزمن على علم الله ؟ أم أن الله فوق الزمان ؟ وأنه فى حاضر لا يزول ؟ والله عالم : أهو عالم بذاته فحسب لأن علمه فى شرفة وسموه وكماله إنما يتعلق بما يناسبه من شرف وكمال وسمو . وليس ذلك إلا ذاته – سبحانه وتعالى.
            أم أن علمه متعلق بذاته وبالكليات ؟ . ولا شأن له بالجزئيات : لأنها تافهة حقيرة متغيرة لا قيمة لها ، والله منزه عن أن يتعلق علمه بالتافة والحقير؟
            أم أن علمه متعلق بذاته وبالكليات وبالجزئيات على الرغم مما في الجزئيات من نقص وتفاهه ؟ والله قادر على كل شئ ؟ أقادر على الجمع بين الضدين مثلا ؟ أقادر على أن يجعل الثلاثة أكسر من التسعة ؟ والجزء أكبر من الكل ؟ أم أن هناك المستحيل بانسبة إلى قدرة الله؟
            وإذا كان هناك المستحيل بانسبة إلى قدرته ، أفيتصف إذن بالكمال؟ أم أن قدرته لا تتعلق بالمستحيل-كما يقول-علماء الكلام؟..
            والله مريد : أيريد الخير والشر ؟ فلم الحساب والعقاب والمثوبه إذن ؟ وكيف يريد الشر ؟ مع أن طبيعته خير محض ؟ كيف يريد الشر مع أن إرادة الشر في بنى البشر تعتبر نقصا؟
            وإذا لم يكن الشر : فهل يحدث الشر فى هذا العالم رغما عنه ؟ أم أنه يحدث وهو عنه راض وإن لم يكن له مريدا؟
            أيرضى الله عن الشر أم يكرهه؟
            إن رضاءه بالشر يتنافى مع كماله.
            وإذا كان يكره الشر : فكيف يوجد مع كراهيته؟
            أيحب الله أن يعصى ؟ أم يعصى رغما عنه ؟
            وكيف يلقى الله بالمعرفة إلى رسله ؟ وبأى لغة يخاطبهم ؟ وكيف ينزل (( الملك )) على رسول الله ويراه ويسمعه في حين أن من كانوا معه لا يرونه ولا يسمعونه؟
            

Friday 5 February 2010

SUBJEK FIQH MUAMALAT

ملك المنفعة أو حق الانتفاع الشخصي
وهذا الحق يتعلق ابتداء بشخص المنتفع ، فله أن يستوفي المنفعة بنفسه ، ولكن قد يكون له أيضا أن يملكها لغيره كما لو أوصى لآخر بمنافع داره ينتفع بها   كيف يشاء ، فإن للموصى له في هذه الحالة أن يسكنها بنفسه كما له أن يعيرها أو يؤجرها لغيره.فحق الانتفاع عند هؤلاء القهاء من قبيل الإباهة لا من قبيل ملك المنفعة خلافا للحنفية.

الفرق بين الملك والإباحة :
وعلى ذكر الإباحة لا بد من بيان الفرق بينها وبين الملك.فالملك اختصاص بالشيء يكسب صاحبه حق التصرف في هذا الشيء المملوك ما لم يوجد مانع شريع. فإذا كان المملك منصبا على المنفعة أبيح للمالك أن يستوفي المنفعة بنفسه وأن يمكلها لغيره بعوض أو بغير عوض كالمستأجر لأن المنفعة  ملكه فله أن يتصرف فيها كما يشاء، إلا إذا كان مالك المنفعة ممنوعا من تمليكها لغيره كما في الوصية بالسكن فقط دون الإسكان. 
       أما الإباحة فهي حق يثبت للإنسان بسبب الإذن له بالانتفاع.وقد يكون هذا الإذن من مالك الشيء كما لو أذن المالك لشخص بالركوب معه في سيارته أو بالمبيت في بيته أو بقراءة كتابه. وقد يكون الإذن عاما للجميع فيما هو مخصص للمنافع العامة كالطرق العامة والأنهار العظام والجسور ونحو ذلك.ومن هذا يتبين لنا أن إباحة الإنتفاع بالشيء لا تفيد ملكية المنفعة وإنما تفيد الحق لمن أبيح له الانتفاع في أن ينتفع بنفسه فلإباحة رخصة في تحصيل المنفعة وليست هي ملك المنفعة.




أسباب ملك المنفعة :
ومالك المنفعة يستفاد بأحد الأسباب الآتية :
أولا : الإجارة : وهي تمليك المنفعة بعوض،فالمستأجر يتملك بها منفعة المأجور وله أن يستفيدها بنفسه على الوجه المنصوص عليه في عقد الإجارة كما له أن يملكها لغيره بعوض أو بغير عوض ما دامت المنفعة لا تختلف باختلاف المنتفعين.
ثانيا : بالإعارة : وهي تبرع بالمنفعة بدون عوض ، وتفيد تمليك المنفعة للمستعير على رأي جمهور الاحناف خلافا لمن راى إباحة. فعلى الراي الأول يجوز للمستعير أن يمكلها لغيره بطريق الإعارة فقط ما لم يمنع من ذلك مانع كما لو شرط عليه المعير أن لا يعيرها لأحد أو كانت المنفعة تختلف باختلاف المنتفعين.
ثالثا : بالوقف والوصية وكلاهما يفيد ملك المنفعة ، وللموقوف عليه أو الموصى له أن يستوفي المنفعة بنفسه وأن يمكلها لغيره ، كما لو وقف شخص داره على فلان ومن بعده على المساجد ، أو أوصى بمنفعة وجعل لكل منهما أن ينتفع بالدار على الوجه الذي يريده فلكل منهما أن يسكن الدار إن شاء أو يؤجرها أو يعيرها.






أحكام هذا انوع من الملك :
يختص ملك المنفعة أو حق الانتفاع الشخصي بجملة أحكام منها :
أولا : قبوله التقييد ، فلا يكون هذا النوع من الملك مطلقا ، بل يقيد ابتداء بالزمان والمكان والصفة ، فيجوز مثلا لمعبر السيارة أن يقيد المستعير بالانتفاع  بها مدة أسبوع فقط أو أن يستعملها للركوب فقط دون نقل الأثقال والأثاث ، أو أن يستعملها في بغداد فقط أو أن يستعملها نهارا لا ليلا. وللموصي بمنفعة أرضه لشخص أن يقيد الموصى به بزراعتها قمها فقط أو بعدم تمليك منفعتها لغيره وهكذا.وهذا خلاف الملك التام ، فإنه لا يقبل التقييد ولا يتقيد بشيء مما ذكرناه كما سيأتي فيما بعد.
ثانيا : عدم جريان الإرث في هذا النوع من الملك ، فلا ينتقل ملك المنفعة أو حق الانتفاع إلى الغير عن طريق الإرث وهذا عند الحنفية ، لأن الإرث يجري فيما كان يملكه المورث ويبقى بعد وفاته وليست المنافع كذلك فهي تحدث انا بعد آن، وما كان مملوكا في حياته فلا يتصور فيه الميراث. واستثنى الحنفية من ذلك حقوق المرور والشرب والمسيل والتعلي فإنها تورث عندهم كما سيأتي فيما بعد. أما عند غير الحنفية فإن الإرث يجري في ملك المنفعة ، لأن المنافع أموال عندهم فهي
اموال مملوكة للمورث فتورث عنه.
ثالثا : يجب تسليم العين إلى مالك المنفعة ليستوفيها على الوجه الجائزله ، وعليه أن يحافظ عليها المحافظة المطلوبة دون إهمال أو تقصير ، فإذا هلكت في يده أو تعيبت دون تعد أو إهمال أو تقصير لم يضمن شيأ لأنه أمين ، أما إذا كان الهلاك أو العيب بتعد منه أو تقصير فعليه الضمان.
رابعا : على مالك المنفعة نفقات العين التي ينتفع بها إذا كان انتفاعه بها بالمجان كما في الوصية والعارية ، أما إذا كان انتفاعه بعوض فإن نفقة العين تكون على مالكها ، فنفقة الدابة وتكاليف السيارة تكون على مالكها لا على مستأجرهما وعلى المستعير لا علس المالك في حالة الإعارة.
خامسا : رد العين إلى مالكها بعد انتهاء حق الانتفاعإذا ترتب على الرد ضرر بالمنتفع فعند ذلك تبقى عند المنتفع بأجر المثل إلى زوال الضرر ، فمن  استأجر أرضا للزراعة وانتهى الأجل والزرع لم يحن وقت حصاده ، تبق الأرض عند المستأجر بأجر المثل حتى يحصد الزرع.

انتهاء حق الانتفاع الشخصي :
ينتهي هذا النوع من الملك – ملك المنفعة الشخصية – بأحد الأمور التالية :
 أولا : بوفاة المنتفع ، وهذا عند الأحناف ، وعند غيرهم يحل محله ورثته حتى تنتهي مدة الانتفاع.
ثانيا : وفات مالك العين ، إذا كان ملك المنفعة بطريق الإجارة أو الإعارة أما في الوصية فلا يبداء ملك المنفعة إلا بعد موت الموصي وقبول الموصى له الوصية أو عدم رده لها.
ثالثا : انتهاء مدة الانتفاع ، سواء كان سبب حق الانتفاع إجارة أو إعارة أو وصية أو وقف ، كما لو أوصى شخص لآخر بسكنى داره ثلاث سنوات ثم انتهت المدة ، فليس له الاستمرار في سكناها.
رابعا : إذا هلكت العين المنتفع بها أو تعيبت بعيب بتعذر معه الانتفاع بها ، كما لو تهمدت الدار المستأجرة. وفي الوصية إذا هلك الموصى به بلا تعد أو تقصير من الغير انتهى حق الانتفاع.   
     

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...