Monday 10 October 2011

PENGAJARAN TEKS AL-QURAN-5-

سورة يس
48- 68
Organization Chart











1. إنكار الكفار يوم البعث وبيان أنه حق لا شك فيه
[سورة يس: الآيات 48 الى 54]
"وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (48) ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)"
أولاً: المفردات اللغوية:
·       مَتى هذَا الْوَعْدُ: متى يتحقق ويجيء ما وعدتمونا به وهو وعد البعث.
·       يَنْظُرُونَ: ينتظرون.
·       إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً: هي نفخة إسرافيل الأولى في الصور، وهي التي يموت بها أهل الأرض جميعا.
·   تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ: أي تأخذهم الصيحة وهم في غفلة عنها، وهم يتخاصمون في معاملاتهم ومتاجرهم وأكلهم وشربهم وغير ذلك.
·       فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً: أن يوصوا في شيء من أمورهم بما لهم وما عليهم.
·       وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ: أي لا يستطيعون الرجوع من أسواقهم وأشغالهم إلى منازلهم.
·       وَنُفِخَ فِي الصُّورِ: أي نفخ فيه النفخة الثانية للبعث.
·       مِنَ الْأَجْداثِ: القبور
·       إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ: يخرجون بسرعة.
·       يا وَيْلَنا: يا هلاكنا.
·       مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا؟: من أخرجنا من موتنا.
·       هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ: أي هذا البعث الذي وعد به الرحمن.
·       وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ: أي وصدق فيه الأنبياء المرسلون.
·   إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً، فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ: أي ما كانت الفعلة إلا النفخة الأخيرة التي نفخها إسرافيل في الصور، فإذا هم مجموعون عندنا بسرعة بمجرد تلك الصيحة للحساب والجزاء والعقاب.
ثانياً: الإعراب:
·       يا وَيْلَنا منادى. ويل: هو المنادي، ونا: هو المضاف إليه.
·       هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ مبتدأ وخبر.
ثالثاً: البلاغة:
مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا استعارة، شبه حال موتهم بحال نومهم، أي من بعثنا من موتنا.
رابعاً: التفسير والبيان:
·   (48) وَيَقُولُونَ: مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ؟ أي ويقول المشركون استعجالا للبعث سخرية بالمؤمنين: متى يأتي هذا الوعد بالبعث الذي وعدتمونا به، وتهددونا به، إن كنتم صادقين فيما تقولون؟!
·   (49) فأجابهم اللّه تعالى: ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ أي ما ينتظرون للعذاب والقيامة إلا نفخة واحدة في الصور، هي نفخة الفزع التي يموت بها جميع أهل الأرض فجأة، وهم يختصمون فيما بينهم في البيع والشراء ونحوهما من أمور الدنيا أي وهم متشاغلون في شؤون الحياة من معاملة وحديث وطعام وشراب وغير ذلك.
·   (50) ثم أبان تعالى سرعة حدوث الموت العام أو الصيحة، فقال: فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ أي لا يستطيع بعضهم أن يوصي إلى بعض بما له من أملاك وما عليه من ديون، بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم، ولا يتمكنون من الرجوع إلى منازلهم التي كانوا خارجين عنها.
·   (51) ثم أخبر اللّه تعالى عن نفخة ثانية هي نفخة البعث والنشور من القبور، فقال: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ أي ونفخ في الصور نفخة ثانية للبعث والنشور من القبور، فإذا جميع المخلوقين يخرجون من القبور، يسرعون المشي إلى لقاء ربهم للحساب والجزاء.
·   (52) ثم ذكر ما يطرأ عليهم بعد البعث من الأهوال والمخاوف فقال تعالى: قالُوا: يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا أي قال المبعوثون: يا هلاكنا من الذي بعثنا من قبورنا بعد موتنا؟ وهي قبورهم التي كانوا يعتقدون في دار الدنيا أنهم لا يبعثون منها، وظنوا لما شاهدوا من الأهوال وما استبد بهم من الفزع، أنهم كانوا نياما، هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ أي هذا ما وعد به اللّه وصدق في الإخبار عنه الأنبياء المرسلون، فهم رجعوا إلى أنفسهم، فاعترفوا أنهم بعثوا من الموت، وأقروا بصدق الرسل.
·   (53) ثم أوضح اللّه تعالى سرعة البعث، فقال: إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً، فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ أي ما كانت النفخة إلا صيحة واحدة، فإذا هم أحياء مجموعون لدينا بسرعة للحساب والجزاء.
·   (54) ثم بيّن الله تعالى ما يكون في ذلك من القضاء العادل، فقال تعالى: فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً، وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أي في يوم القيامة لا تبخس نفس شيئا من عملها مهما قلّ، ولا توفون إلا ما عملتم من خير أو شر.
خامساً: الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يأتي:
·   كان الرد الحاسم على استعجال الكفار قيام الساعة استهزاء أنها تأتي فجأة كلمح البصر، وتحدث بنفخة واحدة هي نفخة إسرافيل في وقت يختصم الناس في أمور دنياهم، فيموتون في مكانهم
·   من آثار الموت المفاجئ بتلك النفخة أنهم لا يتمكنون من العودة إلى ديارهم إذا كانوا خارجين منها، ولا يستطيعون الإيصاء إلى غيرهم بما لهم وما عليهم.
·       ثم تأتي النفخة الثانية وهي نفخة البعث والنشور من القبور، فهما نفختان.
·   النفخة الثانية أيضا وهي نفخة البعث والنشور سريعة جدا، فإذا حدثت تجمّع الناس جميعا وحضروا مسرعين إلى لقاء ربهم للحساب والجزاء.
·   الحساب حق وعدل، والجزاء قائم على العدل المطلق، فلا ينقص من ثواب العمل أي شيء مهما قل، ولا يجزى الناس إلا على وفق ما عملوا من خير أو شر.



2. جزاء المحسنين
[سورة يس (36) : الآيات 55 الى 58]
إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (56) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)
أولاً: المفردات اللغوية:
·       فِي شُغُلٍ: الشغل: الشأن الذي يشغل الإنسان عما سواه، والمراد به هنا: أنهم مشغولون بما هم فيه من النعيم.
·       فاكِهُونَ: متنعمون متلذذون.
·       فِي ظِلالٍ: جمع ظل، وهو ما لا تصيبه الشمس.
·       الْأَرائِكِ جمع أريكة: وهو السرير المزيّن في قبة أو بيت، أو الفراش.
·       يَدَّعُونَ: أي يتمنون ويشتهون.
ثانياً: الإعراب:
·       إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ: أَصْحابَ: اسم إِنَّ، وخبرها: إما فِي شُغُلٍ وإما فاكِهُونَ.
·       الْيَوْمَ: ظرف زمان.
·       هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ هُمْ: مبتدأ، وَأَزْواجُهُمْ: عطف عليه، ومُتَّكِؤُنَ: خبر المبتدأ.
ثالثاً: البلاغة....
رابعاً: التفسير والبيان:
·   (55) يخبر اللّه تعالى عن حال أهل الجنة فيقول: إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ أي إن المؤمنين الصالحين إذا نزلوا في الجنات يوم القيامة، كانوا في شغل عن غيرهم، بما يتمتعون به من اللذات، والنعيم المقيم، والفوز العظيم.
·   (56) وليس التمتع وحدهم وإنما هم في سرور مع أزواجهم، فقال تعالى:هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ، عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ أي إنهم وزوجاتهم في الجنة في ظلال الأشجار التي لا تصيبها الشمس، لأنه لا شمس فيها، وهم فيها متكئون على السرر المستورة.
·       (57) والمتعة ليست روحية وإنما هي مادية، فقال تعالى:لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ، وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ أي تقدم لهم الفواكه من جميع أنواعها.
·   (58) والنعمة الأسمى من كل ما يجدون: سلام اللّه عليهم، فقال تعالى:سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ أي إن ما يتمنونه هو تحية اللّه لهم بالسلام أي الأمان من كل مكروه.
خامساً: الأحكام:
يفهم من الآيات ما يلي:
إن أصحاب الجنة يتمتعون فيها متعة مادية وليست روحية فقط، فهم في شغل بما هم فيه من اللذات والنعيم، ولهم أنواع من الفاكهة لا تعد ولا تحصى، ولهم كل ما يتمنون ويشتهون، فمهما طلبوا وجدوا من جميع أصناف الملاذ، ولهم أكمل الأشياء وآخرها الذي لا شيء فوقه وهو السلام من اللّه الرب الرحيم.

3. جزاء المجرمين
[سورة يس (36) : الآيات 59 الى 68]
"وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ (67) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)"

أولاً: المفردات اللغوية:
·       وَامْتازُوا: تميزوا وانفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم.
·       أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ: أوصي وآمر على لسان رسلي، والعهد: الوصية.
·       أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ: ألا تطيعوه.
·       عَدُوٌّ مُبِينٌ: بيّن العداوة.
·       وَأَنِ اعْبُدُونِي: وحدوني وأطيعوني.
·       هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ: أي طريق معتدل قويم، وهو دين الإسلام.
·       جِبِلًّا: خلقا وجمعا عظيما.
·       هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ: بها في الدنيا على ألسنة الرسل.
·       اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ: ادخلوها بسبب كفركم باللّه في الدنيا.
·       الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ: أي نمنعها من الكلام، والمراد أفواه الكفار.
·       وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ وغيرها، بأن يخلق اللّه فيها القدرة على الكلام.
·       بِما كانُوا يَكْسِبُونَ: أي يقترفون، فكل عضو ينطق بما صدر منه.
·       لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ: أي أعميناهم.
·       فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ: أي ابتدروا إلى الطريق المألوف لهم ليمصوا فيه.
·       فَأَنَّى يُبْصِرُونَ: أي فكيف يبصرون الطريق والحق حينئذ؟ أي لا يبصرون.
·       لَمَسَخْناهُمْ: أي لو شئنا تغيير صورتهم إلى صورة أخرى قبيحة.
·       عَلى مَكانَتِهِمْ: أي مكانهم، بحيث يجمدون فيه.
·       فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا: ذهابا. وَلا يَرْجِعُونَ أي ولا رجوعا، أي لم يقدروا على ذهاب ولا عودة.
·       وَمَنْ نُعَمِّرْهُ: ومن نطل عمره.
·       نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ: نغير خلقه ونقلبه فيه، ونجعله على عكس ما كان عليه أولا من القوة والطراوة، فيصبح بعد قوته وشبابه ضعيفا هرما.
·       أَفَلا يَعْقِلُونَ؟: أن من قدر على ذلك قدر على الطمس والمسخ والبعث، فيؤمنوا.
ثانياً: الإعراب:
ثالثاً: البلاغة:
·       أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ .. وَأَنِ اعْبُدُونِي بينهما طباق السلب.
·       فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ بين المضي والرجوع طباق.
رابعاً: التفسير والبيان:
·   (59) يخبر اللّه تعالى عن حال الكفار يوم القيامة بتمييزهم عن المؤمنين في موقفهم، فيقول: وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أي يقال للمجرمين الكافرين في الآخرة:تميزوا في موقفكم عن المؤمنين.
·   (60) ثم أبان اللّه تعالى سبب تمييزهم عن غيرهم، فقال:أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ، إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ أي ألم أوصكم على لسان الرسل يا بني آدم ألا تطيعوا الشيطان فيما يوسوس به إليكم من معصيتي ومخالفة أمري، فإن الشيطان ظاهر العداوة لكم.
·   (61) وبعد النهي عن عبادة غير اللّه أمر تعالى بعبادته، فقال:وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ أي وأن وحّدوني وأطيعوني فيما أمرتكم به، ونهيتكم عنه، وهذا المأمور به والمنهي عنه هو الطريق المعتدل القويم، وهو دين الإسلام.
·   (62) ثم أخبر اللّه تعالى عن مساعي الشيطان في إضلال السابقين، فقال: وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً، أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ؟ أي لقد أغوى الشيطان خلقا كثيرا، وصدهم عن طاعة اللّه وتوحيده، أفلم تعقلوا عداوة الشيطان لكم، وتبتعدوا عن مثل ضلالات السابقين، حتى لا تعذبوا مثلهم.
·   (63)ثم بيّن اللّه تعالى مآل أهل الضلال قائلا لهم يوم القيامة تقريعا وتوبيخا: هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ أي هذه النار التي وعدتم بها في الدنيا.
·   (64) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ادخلوها وذوقوا حرها اليوم، بسبب كفركم باللّه في الدنيا، وتكذيبكم بها، وطاعتكم للشيطان، وعبادتكم للأوثان.
·   (65) ثم أبان اللّه تعالى مدى مواجهتهم بالجرم الذي ارتكبوه دون أن يستطيعوا إنكاره، فقال:الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ، وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ، وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ أي في هذا اليوم الرهيب، يختم اللّه على أفواه الكافرين والمنافقين ختما لا يقدرون معه على الكلام، ويستنطق جوارحهم بما عملت، فتنطق أيديهم وأرجلهم بما اقترفت، ليعلموا أن أعضاءهم التي كانت أعوانا لهم على المعاصي، صارت شهودا عليهم.
·   (66) ثم أوضح اللّه تعالى بعض مظاهر قدرته عليهم من إذهاب البصر والمسخ وسلب الحركة، فقال: وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ، فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ، فَأَنَّى يُبْصِرُونَ؟ أي ولو نريد لأذهبنا أعينهم وأعميناهم، فصاروا لا يبصرون طريق الهدى، فلو بادروا إلى الطريق المألوفة لهم ليسلكونها، لم يستطيعوا، وكيف يبصرون الطريق وقد ذهبت أبصارهم؟
·   (67) وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ، فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا، وَلا يَرْجِعُونَ أي لو شئنا لبدّلنا خلقهم، وحولنا صورهم إلى صور أخرى أقبح منها كالقردة والخنازير، وهم في أمكنتهم ومواضعهم التي هم فيها يرتكبون السيئات، فلا يتمكنون من الذهاب والمضي أمامهم، ولا الرجوع وراءهم، بل يلزمون حالا واحدا، لا يتقدمون ولا يتأخرون.
·   (68) ثم حذرهم من تفويت فرصة الشباب والعمر، فقال تعالى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ، أَفَلا يَعْقِلُونَ؟ أي ومن نطل عمره، نرده إلى الضعف بعد القوة، والعجز بعد النشاط، أفلا يدركون ويتفكرون أنهم كلما تقدمت بهم السن، ضعفوا وعجزوا عن العمل؟ وأننا أعطيناهم الفرصة الكافية من العمر للبحث والنظر والتفكير الصحيح، فإذا طالت أعمارهم بعدئذ أكثر من ذلك، فلن يفيدهم طول العمر شيئا. وفي هذا قطع لأعذارهم بأنه لم تتوافر لديهم الفرصة المواتية للبحث والنظر.
خامساً: الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يلي:
·       إن سياسة العزل للمجرمين ستطبق في الآخرة بنحو تام وشامل، فيميز المجرمون عن المؤمنين.
·   يؤكد تعالى تحذيره من الشيطان قائلا: لقد أغوى الشيطان بوساوسه خلقا كثيرا، أفلا تعتبرون بالآخرين، وألا تعقلون عداوته، وتعلموا أن الواجب طاعة اللّه تعالى.


No comments:

Post a Comment

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...